هناك أسئلة كثيرة هائلة لا حصر لها يطرحها المرء على نفسه في أوقات أو مراحل مختلفة من حياته : من أنا ؟ وما هو هدفي في الحياة ؟ لماذا يبدو بعض الناس وكأن حياتهم أسهل من ا لآخرين ؟ أين أقف وإلى أين سأذهب ؟ وربما تسأل نفسك أحيانا : هل أحتاج إلى التغيير للأفضل ؟ و ما المعنى الحقيقي للتغيير بالنسبة لي ؟ و إذا ما أردت التغيير فمن أين أبدأ؟ وكيف أبدأ ؟ ومتى أبدأ ؟حيث خلق الله ا لإ نسان بجهاز عظيم يسمى بالقلب ، يستطيع به أن يدرك صور المعارف، ويفهم كثيراً من حقائق الأ شياء ودقائق المعاني المجردة ، وبهذا جعله مسئولا عن التفكير في الدلائل الموصلة للحقائق الكاشفة للخير والشر في الحياة الدنيا والحياة ا لآخرة ، ومسئولاً عن عقل النفس عن الانزلاق وراء أهوائها ونزعاتها التي تتجه به إلى ما فيه شره أو خيره أو حتفه أو هلاكه أو سعادته .
أعلم أنك حيثما تولد تكون صفحة بيضاء ناصعة من أية معلومات أو مدركات ، ومنذ ولادتنا تبدأ المعلومات بالانسياب، ويبدأ ذهنك بتسجيل ما يرد إليه من مدركات، وتنتقل هذه المدركات إلى ذهنك بثلاث طرق:
أولها : حوا سك الخمس الظاهرة .
ثانيها : مشاعرنا الوجدانية الداخلية .
ثالثها : ما ينقل إلينا من أخبار.
هذا ماتجيب عليه البرمجة اللغوية العصبية ، ومسائل أخرى كثيرة ناتجة عن عملياتنا الذهنية ، نتيجة ما نصادفه من مواقف في حياتنا اليومية ، تساؤلات كثيرة تنتج لنزع الاختلاف بين إدراك ا لإنسان للمواقف، وبين ضميره حيث تعلمنا البرمجة العصبية:
أن بعض الظن إثم ، وربما ظلم ، وأحكام غير راشدة، و ليس كل مانكوّنه من أفكار عن المواقف الحياتية اليومية صحيحة.وأن كثيرا من المدركات والتخيلات والتوهمات التي قد يكوّنها العقل ويقتنع بها عن شيء ما بالحياة غير صحيحة ، لذلك فالأفضل ألا يكتفي الإنسان بنصف الحقائق ، ونصف المعارف ، ونصف الفهم ، ونصف الإدراك ، بل ينبغي عليه الانتقال مباشرة بعد عملية الإدراك والتفكير إلى الكشف والتأكد، وتقرير الأشياء التي توصل إليها أو تركها.وليس أدل على ذلك من تلك القصة المشهورة التي مفادها أن سائقا كان يركب سيارته فقابل سائقا آخر بسيارته في الطريق المقابل، فقال له: "خنزير"، فرد عليه مباشرة: "كلب" ( ظنّا منه أنه يشتمه دون أن يتحقق من الأمر )، وبعد دقائق اصطدم السائق الشاتم بخنزير ضخم ملقى على الطريق في الضباب وانقلبت سيارته وكاد يهلك ودخل في غيبوبة طويلة، وبعد أن استفاق من غيبوبته أدرك كم كان متسرعا عندما كوّن ظنا سيئا، وبنى عليه رد فعله. هكذا الإنسان في الحياة قد تعترضه كثير من الأمور فلا يكتفي فيها إلا بسرد التساؤلات وتكوين معتقدات خاطئة.