" متّزن"، ذلك إذا أردنا مدح والثناء على شخص ما بصفة لعلها من أفضل الصفات التي يوصف بها إنسان، وفيم يكون هذا التوازن المطلوب المحمود؟ إنه يكون بين مقوّمات متباينة هي قوام الإنسان، قد تتعاون جميعها على بلوغ هدف معين، لكنها كذلك قد تتنازع بحيث تتجه كل منها وجهة غير الوجهة التي تتجه إليها المقومات الأخريات، ولو أخذنا بالتصنيف الأفلاطوني القديم لتلك المقومات لقلنا : إنها صنوف ثلاثة، كل صنف فيها يتعلق بجزء من البدن على سبيل الحقيقة أو على سبيل المجاز، وتلك هي شهوات البطن وعواطف القلب وحكمة الرأس، وليس من الخير لأحد أن تطمس منه الشهوة أو العاطفة أو أن يقيد منه العقل الذي هو مصدر الحكمة.